عرض المقال
حسام عيسى يريدها شرطة دليفرى
2013-11-03 الأحد
أخيراً نطق حسام عيسى ولكن بعد خراب مالطا، أو بالأصح خراب جامعة الأزهر وفى ذيلها بقية الجامعات، نطق وقال لا فض فوه «استدعاء وطلب الشرطة من حق رئيس الجامعة ومن حق النيابة أن تدخل الأمن إلى الحرم الجامعى حسب الحاجة».. قال هذه العبارة النارية بعد أيام قليلة من عبارته النارية الأخرى «مافيش شرطة ولا أمن تدخل الجامعة وعلى جثتى عودة الحرس الجامعى»!!
لماذا مصر، بسطاء ونخبة، أميين ومثقفين، شعباً وحكاماً، لا بد أن تكويهم النار حتى يدركوا ويتأكدوا ويقسموا على المصحف والإنجيل أنها نار ولهب وسعير وقطعة من جهنم؟! لا أحد منهم يشير إليها قائلاً تلك هى النار من خلال تجربة أو معرفة أو توقع، مثلما كان ولا بد أن يحكمنا الإخوان ونكتوى بنارهم وخيانتهم حتى نعرف أنهم تنظيم إرهابى بالرغم من صراخنا وتشخيصنا وتحذيرنا من خلال قراءة تاريخية لهم، كان لا بد لحسام عيسى أن يرى أساتذة جامعات محترمين يسحلون ويضربون ويروعون، ويرى أساتذة آخرين يهربون الأسلحة والمولوتوف داخل سياراتهم، كان لا بد أن يرى هذه المهازل بعينيه ويسمع بأذنيه حتى يتأكد.
أكان لا بد أن يرى رئيس جامعة يتم أسره كعساف ياجورى وتغلق عليه الجنازير حتى يعرف أن هؤلاء الطلبة بلطجية وأن هذا التنظيم عصابة قطاع طرق؟
أكان لا بد أن يرى هذا المشهد المخزى لاقتحام مبنى جامعة الأزهر وتدمير كل ما فيه وإلقاء كل مستندات الطلبة والأساتذة وشئون الجامعة من الشبابيك فى هستيريا فرحة غامرة وكأنهم يحتفلون بزفاف أو حفلة طهور أو انتصار على إسرائيل حتى يعرف أن الجامعة فى خطر؟!
أكان لا بد أن يشتم المفتى السابق على جمعة بالأب والأم وأن يسب شيخ الأزهر الحالى شفوياً فى الهتافات وكتابة على الحوائط وأن يخلع طالب بنطلونه ليستفز جنود الجيش أمام الجامعة حتى تدرك سيادتك أنك أمام مجموعة من الصيع لا الطلبة؟!
هل لا بد أن ننتظر حتى تقع المصيبة ويصبح بعدها الإصلاح صعباً بل ومستحيلاً بعد أن أطلقت الوحوش الجائعة من أقفاصها؟!
يا دكتور حسام.. نفاق البعض من الأساتذة الذين ينصحونك بعدم عودة الحرس الجامعى بدعوى أنك بذلك تستعيد زمن القمع وكأن فكرة الحرس الجامعى كحراسة طلاب وأساتذة ومبان لا يمكن أن نفصلها عن ممارسات القمع والتدخل فى التعيينات، وكأن حادثة عربية من المفروض أن نمنع قيادة جميع السيارات بعدها بدعوى انتشار الحوادث، ونفاق ومغازلة البعض من أصدقائك الحقوقيين ومن تطلق عليهم الشباب الثورى الذين يطلقون على ما يحدث حرية تعبير وهى فى الحقيقة فوضى تخريب، كل هذا لا يعفيك من المسئولية والالتفاف حول الحل الحقيقى وهو عودة الحرس الجامعى لردع هذا العبث ولتسمى الأشياء بمسمياتها فلا يوجد شىء فى هذه الحالة الإرهابية المنظمة اسمه الاستدعاء حسب الحاجة والشرطة الدليفرى حسب المزاج وتحت الطلب وأنت ترى أن دقيقة التأخير من الممكن أن تساوى روح أستاذ جامعة محتجز أو طالب قرر أن يعبر عن رأيه أمام هذا القطيع، والدليل أن المدة ما بين استدعاء الشرطة بواسطة شيخ الأزهر ووصولها إلى هذا المكان المحتقن الملغوم كانت أكثر من 3 ساعات!
الحرس الجامعى المنظم المتوقع القارئ للأحداث الراصد للمجرمين والبلطجية العارف لحدوده وواجباته ومسئولياته، هذا الحرس مطلوب وبشدة قبل أن تصبح الجامعة معسكراً إرهابياً أو كهفاً من كهوف تورابورا.